بنت
لامست
قدماها الحافيتين شاطئه، شعرت بأنها تدوس على حلوى "المهلبية"، انحنت،
غرست سبابتها في الرمل المبتل، ولعقته، استساغت الطعم، فقررت ألا تستعمل الأحذية.
القمر،
الذي كان يلهو خلف أسراب السحب، دعاها إلى محاورة البحر، فتقدمت، البحر الهائج
صمت، وبصوت هامس أعلنت عن رغبتها القديمة في التحاور، ثم ألقت جسدها في الماء
المالح، هدهات الموجات دغدغتها، انتشت، خلعت أرديتها، ولما احست بالبحر يسحبها،
وأن ماءه سيغطي فمها، ربتت على سطحه، وهمست: أنا لا أعرف العوم.
لكن
البحر كان يحاورها بصدق، هائج، فلم تستطع إلا أن تستكين، ازداد هياج البحر فغاصت،
وعندما لامست القاع غرست سبابتها في الرمل، وحركت يدها، قبل أن تستلقي ممدة بلا حراك.
ثمة
صورة نقشتها..
"أطفال
ملونون، يلعبون، يرقصون، حول قصر أخضر، خلف القصر مسافات شاسعة تمتد حتى الأفق
الوردي المنزاحة ستائرة عن شمس خجلى".
استكان
البحر، ثم بعد زمن صغير بدأ يتقلص، وبعد زمن أصغر بدأ يتضاءل.
تضاءل
البحر، وتضاءل، وتضاءل، حتى ملأ المسافات الشاسعة الممتدة بين القصر الأخضر والأفق
الوردي.

إرسال تعليق