مجلس واحد للشَّعب المصري، مع أنَّ الشَّعب المصري
"شعبين"!
في مصر "جوز شعب"، أو
"فردتين شعب" متناسقتان تمامًا، الفردة اليمين: شعب تعداده بالملايين!
تسعين مليون أو أكثر، فقراء لا يملكون "حاجة".
والفردة الشِّمال: شعب بالألوفات، تسعين ألف أو أقل،
أغنياء درجة التَّوحُّش، يملكون "كل حاجة".
هنا شعب مُتضخِّم عددًا مفلس ماديًّا، وهناك شعب شرذمة
قليلون لكنَّه مُتضخِّم ماديًّا.
الضَّخامة الاقتصاديَّة، أو العملقة الماديَّة، آفة مُفسدة،
مرض يؤدِّي حتمًا إلى تكوين ورم خبيث اسمه رغبة الانخراط في سلك السُّلطة لتحقيق
هيمنة تهدف إلى تحقيق احتكارات أخرى داخل السُّوق كي "تزداد"
"الفردة الشِّمال" ثراءً على ثراء في الوقت الذي "تزداد" فيه
"الفردة اليمين" فقرًا على فقر.
التَّناسق بين الفردتين يبقى قائمًا طالما أنَّ الإثنتين
"بيزيدو"!
النِّظام الدِّيموقراطي ابتكر مجلسًا لنوَّاب الشَّعب،
يجلسون تحت القبَّة المهيبة ليشرِّعوا له قوانين تعمل على فك زنقته، ومسايسة فقره
"الدَّكر" حتَّى يتمكَّن من قنصه.
نوَّاب منه، عانوا معاناته فيتكلَّمون بلسان حاله تحت قبَّة
"البرلمان".
لكن "الفردة اليمين" من الشَّعب فقيرة، إذا
كانت لا تملك ما تُنفق به على بيوتها هشَّة المصاريف فكيف لها الإنفاق على عمليَّة
انتخابيَّة عصبها دعاية، وإعلان، وعطايا، وهبات، ورشاوي انتخابيَّة بمئات الآلاف
من الجنيهات، إن لم تكن ملايين؟!
هنا تظهر "الفردة الشِّمال" بكامل ثرائها، مثل
ثعلب في ثياب قدِّيس، أو غني في ثياب فقير، يعطي من طرف اللسان حلاوة، "يتمحَّك"
في الفقراء بجميع أنواع "التَّمحُّك"، المشروع وغير المشروع، ناثرًا
وعوده بأنَّه فور وصوله للبرلمان سيعمل مجتهدًا جاهدًا حهودًا على حل مشاكلهم
المستعصيَّة، ولأنَّ "الفردة اليمين" ليست فقيرة مال فقط، وإنَّما فقيرة
عقل، و"هبلة على نيَّاتها"، تخوض المعمعة الانتخابيَّة على قدم وساق، بل
تأخذها الحماسة حدّ الاقتتال فيما بينها من أجل فوز مرشَّح من "الفردة الشِّمال"،
لتكتشف بعد عدَّة أشهر أنَّها ذهبت عطشانة تشرب السَّراب!
راغ النَّائب "الشِّمال" كما يروغ الثَّعلب!
فأحسنها نائب "عُقر" هو من يحل لبعض أهل
دائرته بعض مشاكل "شخصيَّة!"، من قبيل التَّدخل للإصلاح بين مُتنازعَين
على حدود غيط، أو إخراج مقبوض عليه من حبس الشُّرطة، أو استخراج تصريح مباني
لأحدهم، أو مساعدته في الحصول على قرض من بنك، وهكذا.
أمَّا النَّائب "اللي ما ولدتوش ولَّادة" فهو
الذي يتمكَّن من الحصول على موافقة إنشاء كوبري، أو مدرسة، أو مستشفى، أو مد طريق
يحتاجه أهل الدَّائرة.
النَّائب "العُقر" مثله مثل النَّائب "اللي
ما ولدتوش ولادة"، يوافق على القوانين المؤذية للنَّاخب ذات التَّأثير طويل
المدى، التي تسنّها حكومة كل عناصرها من "الفردة الشِّمال"، قوانين
"تشحتف" المستأجر "من الفردة اليمين" وتسلِّمه "سلام
يد" للمالك "من الفردة الشِّمال"!
"الفردة الشِّمال" لن تخون أهلها المُلَّاك
لصالح "الفردة اليمين" المستأجرين، والنَّائب "العُقر" في
النهاية مالِك يهمه فعل كل ما من شأنه التَّرسيخ لطبقته من المُلَّاك، لا
المستأجرين "الهِبل ولاد الصَّرمة الجِزَم".
وهكذا، بينما يسعى النَّائب "العُقر" في إنقاذ
أحد الغلابة من حبس البوليس، بحركة جريئة يستعرض فيها سطوته أمام أهل الدَّائرة،
إلَّا أنَّه يتملَّق وزارة الدَّاخلية وراء الكواليس، يكاد "يطبطب" على
ردفيّ كل ضابط فيها، فتوطيد العلاقات مع هذه الجهة السَّنية يعني ضمان ارتباطه
بأحد أهم فروع السُّلطة التَّنفيذية، بالتالي، فإنَّه حين يجدّ الجد تحت قبَّة "البرلمان"،
لن يساهم بأي حال في الدَّعوة إلى سن "تفتوفة" قانون يمكنه المحافظة على
كرامة ابن دائرته "الغلبان" من أن تفتك بها براثن التَّطرف الشُّرطي!
كما لن يضغط على الحكومة باستجوابات تدفع في اتِّجاه ضمان
كرامة الإنسان، وتحقيق العدالة الاجتماعيَّة، فهو من "الفردة الشِّمال"
التي تضامن كرامتها "بفلوسها وسلطتها".
لكن "إن جينا للحق" تستحق "الفردة
اليمين" كل ما "يجرالها"، فهي فردة كما أشرنا سابقًا، ناقصة عقل،
وعبيطة حدّ الغباء، إذ تجلس أمام الشَّاشات وتنبهر بالمناظر، تعشق السَّادة،
وتمارس السِّيادة على نفسها! فعندما ظهر أوَّل مجلس شعب يمثل "الغلابة"،
بعد 25 "يناير" 2011، وظهر فيه
أعضاء يُعبِّرون عن فقر ماديّ، وضحالة فكريَّة، كأهم سِمتين من سمات "الفردة
اليمين"، أُصيبت "الفردة الشِّمال"، التي تستحوز بسطوتها وفلوسها
على "التِّلفزيون" و"الإعلام"، بالجنون، و"هاتَك يا
لقطات" التُقطت خصِّيصًا لإظهار عوار نوَّاب هذه الفردة اللئيمة، التي تمرَّدت
على أسيادها.
سُلِّطت "الكاميرات" و"الكشافات" على عمنا
"إسماعيل" وهو يؤذِّن تحت القبَّة، لطمت "الفردة الشِّمال"
بدعوى قلَّة ذوق هذا الرَّجل الذي يؤذِّن داخل "البرلمان"! وبدلًا من أن
تقوم "الفردة اليمين"، المتديِّنة بالفطرة، بمؤازرة نائبها المُعبِّر عن
تديُّنها الفطري سخرت منه!
سُلِّطت "الكاميرات" و"الكشافات"
على عمِّنا "البلكيمي" وأنفه الشَّامخ! تناولت "الفردة الشِّمال"
قضيَّته الشَّخصية على أنَّها أمر عام يمكنه قضّ أركان جمهوريَّة "مصر"
العربيَّة فيزيلها من الوجود العالمي! وبدلًا من أن تؤازر "الفردة
اليمين" نائبها الغلبان، "اللي بيمكر مكر فلَّاحين مِش أكتر"، أي
يمارس فعل "الغلابة" عامَّة عموم الشَّعب، إذا بها تقرِّع نائبها، تمسح
بكرامته الأرض، لا لشيء إلا الامتثال لخطَّة ثعالب "الفردة الشِّمال"
الموضوعة بالأصل لتشويه نوَّاب "الفردة اليمين"! كما لن ننسى حماقة هذه
الفردة عندما "رزعت لايك كبير جدًّا" لقرار "الفردة الشِّمال"
بإدانة عمِّنا، وتاج راسنا، الشِّيخ "علي ونيس"! فقط لأنَّه استفرد
بـ"المُزَّة بتاعته" في سيَّارته "الكُحِّيتي" على الطَّريق الدَّائري!
ما يعني معاناتها من غباء مفرط فعلًا! فما فعله الرَّجل دليل أكيد على أنَّه منهم،
من الشَّعب "الكَحْيان"، فقير حدَّ أنَّه لا يستطيع الاستفراد
بـ"مُزَّته" في فندق فخم، تحت رعاية وخدمة إدارة الفندق كما يفعل نوَّاب
"الفردة الشِّمال"! فيمارس ما يمارسه أي رجل "هَيْجان" من
رجال "الفردة اليمين" يمتلك سيَّارة بسيطة، يضع الـ"مُزَّة"
فيها، ويسحب بها على "الدَّائري"!
اتَّضح أنَّ "الفردة اليمين" ينطبق عليها
المثل القائل "أقرع ونُزهي" انطباقًا تامًّا، فقيرة ومع ذلك تريد أعضاء
مجلس شعب "يملوا العين"، لا تقتنع بعضو منها، يعاني ما تعانيه من سذاجة
وعبط، وإنَّما يعجبها العضو النَّصاب "اللي يعرف يلعب بالبيضة والحجر"، و"الحرامي
الشاطر" أحسن من رجل أمين "يلبِّسنا في الحيط".
لذلك لا يجب الاهتمام كثيرًا بإفرازات انتخابات مجلس الشَّعب
المصري، لأنَّه في النِّهاية يُمثِّل زيت الشَّعب في دقيقه، فهو مجلس "الفردة
الشِّمال" اللامعة، التي سيجلس ممثِّلوها تحت القبَّة يُشرِّعون لمصالحهم
كملَّاك كبار، برغبة مخلصة ومعاونة صادقة من جماهير "الفردة اليمين"
الكادحة، التي ينقصها الوعي درجة أنَّها، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرَّتين، لُدغت
العديد من المرَّات، حتَّى صارت تستمرئ اللدغ فتسعى حثيثًا باتِّجاه العقارب!
إرسال تعليق