انقضى الزَّمن الجميل لمدينة "الأقصر" المصريَّة
بتحوُّل ساحة سيدي العارف بالله "أبو الحجَّاج" من حديقة خضراء مؤنسة،
تنتشر فيها الأشجار الكبيرة، والأرائك الخشبيَّة الرَّحبة الحنون، إلى متَّسع قحط
جامد ذي أرضيَّة رخاميَّة، تناثرت فيه بضع أرائك قُدَّت من صخر! تبخَّرت الرَّحمة
من قلوب مهندسي هذا التحوُّل عندما تبخَّر الذَّكاء من عقولهم؛ فأماكن النُّزهة في
المدن القائمة داخل قلب الصَّعيد الملتهب بالطَّقس الحار لا يجب أن تكون عارية من
أشجار وارفة تقي المتنزِّهين نهارًا من جلافة الشمس، كما لا يجب أن تُقدَّ أرائكها
من صخر يختزن حرارة النَّهار بكفاءة حتَّى وقت متأخِّر من ليالي الصَّيف؛ إذا جلس
المرء في هذه السَّاحة سيشعر بالضَّجر من فرط غباوة حكوماتنا التي تقوم بتنفيذ تصميمات،
لساحاتنا ومياديننا، لا تليق إلَّا بالطَّقس الأوروبي البارد.
بذهاب خُضرة "النجيلة" وحلول صُفرة
"الرُّخام" بدت هذه السَّاحة هيكلًا عظميًّا لكائن كان حيًّا، عندما مات
جَرت عليه عوامل التَّعرية، نُزع عنه كل لحمه وجلده، وبقيت العظام الجامدة.
تمَّ هذا قبل 2011، في أواخر
زمن المحافظ "سمير فرج"، الذي أشاع القلق في نفوس أهل "الأقصر"
كما لم يُشعه محافظ من قبل؛ نسي المأفون أنَّ أهل هذه المدينة واقعون في حمى سيدي
"أبو الحجَّاج" منذ ثمانية قرون كاملة، وأنَّ من يتجبَّر عليهم لن يمكنه
الإفلات من غضب حاميهم أبدًا!
لم يكتف "سمير فرج" بجرائمه التي ارتكبها في
حق الشَّعب الأقصري باسم تحديث "الأقصر"، بل أقدم على ارتكاب جريمة كبرى،
حمقاء للغاية، في حق مولانا القطب نفسه، عندما أصدر قرارًا بعدم إقامة الاحتفال
السَّنوي بمولد هذا العارف بالله، كان السَّبب المعلن وقتها هشًّا، لا يصمد أمام
كرامات الأولياء العظماء، هو: تفشِّي مرض أنفلونزا الطُّيور! قرار يؤكِّد استهانة
هذا المحافظ بقدرة "أبو الحجَّاج" على حفظ ضيوفه ومريديه من شرِّ أي مرض
مهما كانت قدرة تفشِّيه في الجموع البشريَّة!
كان القرار صعبًا وصادمًا ومثيرًا للتخوُّفات؛ لأوَّل
مرَّة منذ قرون طويلة عبرت ذكرى ميلاد هذا الشَّيخ الجليل صامتة، في ركود، بطعم
الموت؛ ظهر للبسطاء وكأنَّ سطوة "أبو الحجَّاج" قد زالت من قلوب
الحكَّام! لم لا وقد توقَّفت كراماته، فعلًا، بتقدُّم الزَّمن نحو عصور صارت أكثر
احتفاءً بالماديَّات على حساب الرُّوحانيات، تُقدِّم العلم على الدِّين؛ كأنَّ
سيدي "أبو الحجَّاج"، هو الآخر، يتقبَّل هذه المهازل العصريَّة البعيدة
عن روح الله!
أبي رجل يهتم بهندامه، ملامح وجهه قريبة الشَّبه جدًّا
من ملامح وجه الممثل "محمود ياسين"؛ مع الأخذ في الاعتبار أن أبي أكثر
وسامة؛ أمِّي فائقة الجمال أيضًا، لا شبيه لها بين الممثِّلات، جمالها عثمانلي، حتَّى
اسمها تركي، "عصمت"؛ يستعدَّان لليلة النِّصف من "شعبان"
استعدادات خاصَّة، لم نكن نسمِّها ليلة "النِّصف من شعبان"، كنَّا
نسمِّيها ليلة "المولد".
بدءًا من أوَّل أيَّام شهر "شعبان"، من كل عام
هجري، ترتدي "الأقصر" حلَّة بهيَّة، تظل ترتديها لخمسة عشر يومًا
متتاليًا، قبل أن تستبدلها، بعد انتهاء المولد، بحلَّتها المعتادة كمدينة
للسَّائحين الغرباء، القادمين من بلاد برَّة.
أنا طفل صغير، بالكاد أفهم ما يجري حولي، أبي يضغط
بأصابع كفِّه الغليظة على كفِّي الصَّغير، يجرّني خلفه، أتضايق من قبضة يده،
أتمنَّى لو يطلق سراحي لأشاهد بحريَّة هذه الشَّوارع التي اختلفت، لو أنَّه نفَّذ
رغبتي الصِّبيانية لجرفتني هذه الجموع إلى الضَّياع بلا جدال، فقد لفظت
الشَّوارع هدوءها واحتوت ازدحامًا غريبًا، ازدحامًا يزداد ويتكاثف كلَّما اقتربنا
من ميدان "أبو الحجَّاج"، ليصير خانقًا هناك، فأسقط في عماء من الأجساد البشريَّة
ولا أعود أرى شيئًا، قامتي بالكاد تصل إلى ما فوق ركبتي شاب بالغ متوسط الطول؛
نرجع إلى البيت وقد اشترى أبي حلوى المولد، حصان لي، عروسة لأختي؛ لم أكن أمتلك
وقتها طاقة تأمُّلية تعينني على استخلاص المعاني والعبر، لكن فارس الحصان السُّكري
الأحمر دائما ما كان يلفت نظري، شكله غريب عن فرسان التَّاريخ الذين كنت أرى صورهم
في المجلَّات والقصص.
مضت السُّنون، كبرت، صرت أمشي بمفردي في شوارع مولد
"أبو الحجَّاج"؛ الغرباء، من مختلف مدن وقرى محافظات "مصر"،
افترشوا الشَّوارع الرَّئيسية، ما بين باعة موالد متجوِّلين ومريدين أحباب للعارف
بالله؛ فِرَش باعة حلوى المولد تتراص على أرصفة الثَّلاثة شوارع الرَّئيسة في
"الأقصر": "المنشيَّة"، و"المحطَّة"، و"المركز"
"شارع طريق الكباش حاليًا"، شوارع كانت ضيِّقة قبل أن يلحقها تطوير "سمير
فرج".
لم يقتصر غزو باعة حلوى المولد على هذه الشَّوارع فقط، بل تمدَّد إلى
شوارع أقل أهميَّة، أقراص "الفوليَّة" و"السِّمسمية" رُصَّت
كأبراج دائريَّة، أصابع "العسليِّة" تناثرت حولها كأحراش صحراويَّة، قطع
"الملبن" و"الملبِّسات" و"الشَّعرية" تكوَّمت على
معارضها الخشبيَّة، تلال "الفول السُّوداني" ربضت على الأراضي، مسجِّلات
"النَّاشيونال" معلَّقة داخل كل فرشة تزعق بأناشيد مدَّاحي النَّبي
وذاكري قصص أهل الله من أصحاب الكرامات، مسجِّلات أخرى تغنِّي قصص "أبو زيد
الهلالي"، و"شفيقة ومتولي"، و"ياسين وبهية"، و"أدهم
الشَّرقاوي"؛ بين فِرَش الحلويات هناك فرش لبيع اللعب البلاستيكيَّة
الرَّخيصة، والبالونات، هناك أيضا فتارين صغيرة تعرض الاكسسوارات الحريمي ذات
الطَّابع الرِّيفي البسيط، فاقعة الألوان؛ باعة الزَّبادي يحملون منتجاتهم في
صناديق على رؤوسهم ويمضون في الزِّحام برشاقة، مطاعم متنقِّلة تقدِّم مأكولات "الفول
والطَّعمية"، أخرى تقدِّم "السَّمين"، غيرها لـ"الفول
النَّابت"؛ سكَّان "الأقصر" لا يظهر وجودهم في هذا المد البشري،
لكن بعضهم، ممَّن ضربت جذور عائلاتهم في أرض هذه المدينة وقراها، يفتحون بيوتهم
لإطعام ضيوف سيدي العارف بالله، ابن "الأقصر" البار، ووالد الكل؛ هؤلاء يقومون
بذبح الأضحيات التي رُبِّيت سلفًا بنيَّة ذبحها في هذه الليلة إكرامًا لـ"أبو
الحجَّاج" وضيوفه، يُعدُّون الموائد والأبسطة بشكل يماثل موائد الرَّحمن
الرَّمضانية التي تفشَّت مؤخَّرًا وقد عمرت بأطباق "الملوخيَّة" و"البطاطس"
و"الفاصوليا" وطبق "الأرز" الكبير المُحمَّل بقطع اللحم،
والسَّلطات، جنبًا إلى جنب مع هذا الطَّبق الذي لا يُعد في أي مكان آخر من العالم،
ولا في أي أيام أخرى من السَّنة، ذلك الطَّبق المُسمَّى بـ"الكباب"!
أمِّي، وبعض جاراتها، منهن "أم وجيه"
المسيحيَّة، يجلسن حول "العجَّانة" الألمونيوم الكبيرة، يقتطعن بأصابعهن
من هذا الخليط العجيني، المكوَّن من "القمح" المسلوق درجة الاهتراء وبعض
التَّوابل وإضافات أخرى من سمن أو زبد أو نخاع عظام البقر والجاموس، يصنعونه كرات صغيرة؛
بجوارهن "بابور جاز" يفش ناره في قعر حلِّة معدنيَّة كبيرة مُلئت إلى
منتصفها بالماء، الحلِّة تتحمَّل النَّار لكن الماء لا يفعل، يتقلَّب داخلها،
وعندما يُلقى بعشرات كرات الكباب داخله يهدأ تقلُّبه لبعض الوقت قبل أن يعود لحالة
الغليان، لا يستلزم الأمر أكثر من ربع ساعة ليكون هذا "الكباب"
الحجَّاجي قد استوى هنيئًا مريئًا للآكلين. وأمِّي وجاراتها يُعددن غيره متبادلات
الحكي والضَّحك.
تقول الكتب إنَّ أصول "أبو الحجاج" تعود إلى
النَّبي الهاشمي عبر صُلب الإمام "أبو جعفر الصَّادق"، وإنَّه تعلَّم الفقه
في حاضرتي الإسلام الكبيرتين: "بغداد" و"دمشق". ولبث وقتًا
طويلًا في "المدينة المنوَّرة" مجاورًا لجدِّه، صلوات الله وسلامه عليه،
قبل أن يشد الرِّحال ليواصل طلب العلم في "القاهرة"؛ لكن "مصر"
بلد ليست كالبلاد، إنَّها مغمورة بفيضان "النِّيل" وسحر الفراعنة.
تُداهم "أبو الحجَّاج" إحدى الرُّؤى ـ لطالما تسبَّبت الرُّوى في حوادث
مفصليَّة في التَّاريخ الإنساني ـ تدفع به للارتحال نحو "الأقصر"،
والاستقرار بها، ليبدأ نجم هذا الدَّاعية في السُّطوع كما لم يسطع نجمٌ من قبل،
كامل الألق والبريق.
إذا كان الخيال قد عمَّ العالم فإنَّ منبعه "طيبة"
القديمة، ذات المائة باب، والمائة إله؛ الأسطورة بنت الخيال، أي بنت
"الأقصر"، التي بقيت وهي في أزهى العصور الإسلاميَّة متمتِّعة بخيالها
الأسطوري، حصَّنتها القصور الفرعونيَّة والمعابد المنتشرة في كلِّ أرضها من جفاف
الواقعيَّة، لا مبان عملاقة تملأ عين الأقصري، قديمًا وحديثًا، هو المولود بين
المباني العملاقة التَّليدة، لكن الأسطورة تملأ قلبه، تحمل روحه إلى الذُّرى التي
تسكنها الأرباب.
عندما جاء "أبو الحجَّاج" إلى "الأقصر"
جاء داعية، مصادر المعلومات النَّمطية لم تذكر غير "الدَّعوة" و"طلب
العلم" سببين لمجيء هذا الرَّجل إليها، لكن هذا لا يمنعنا من تخمين أسباب
أخرى، ربما تكون خبيثة!
خطُّ سير سلالة "أبو الحجَّاج" يلفت نظرنا إلى
أنَّه، بالتَّصنيفات الدِّينية المعاصرة، شيعيٌّ؛ والشِّيعة، أثناء القرن السَّادس
الهجري، لم يكونوا قد وصلوا لهذا الغلو العقائدي المحسوس الآن، كانوا يشبهون أهل
السُّنة مع بعض الفوارق المُميِّزة لهم، كانوا مقبولين في مجتمعات الأغلبية
السُّنَّية، حتَّى أنَّ والد "أبو الحجَّاج"، كما يذكر كتَّاب سيرته،
عمل موظَّفًا كبيرًا في قصر الخلافة العبَّاسية؛ تلك الخلافة التي لم تتوان، منذ
ظهورها، عن مصارعة العلويِّين صراعًا طويلًا ومميتًا، مع ذلك أمكن للعلويين تحقيق
انتصار حاسم، وإقامة خلافتهم الفاطميَّة القويَّة في "مصر"، والتي
استمرَّت زهاء قرنين من الزَّمان.
عندما وصل "أبو الحجَّاج" "مصر"
كانت الدَّولة الفاطميَّة تحتضر، وسلطات أهل السُّنة تستبد بالقصر الحاكم، عاصفة
السِّياسة تشتد، سفينة العلويين تترنَّح، كان ضروريَّا بذل محاولات إنقاذ جادَّة،
وقتها كان السِّلاح الدَّعوي هو الأمضى، والدُّعاة هم كتائب الاستطلاع والتَّمهيد
قبل القتال. فهل جاء "أبو الحجَّاج" لأداء مهمة مقدَّسة لصالح علويِّي
أهل البيت، أم لطلب العلم فقط كما ذُكر في كُتب سيرته؟ وأي علم فقهي يمكن طلبه في "القاهرة"
الشِّيعية وقتها؟!
لم تفلح مهام الإنقاذ في صدِّ المُقدَّر والمكتوب، انتهت
الدَّولة الفاطميَّة الشِّيعية، ونهضت الدَّولة الأيوبيَّة لكتابة سطورها في سفر
التَّاريخ، وبدلًا من أن يرتحل "أبو الحجَّاج" سالكًا طريق العودة إلى طيبة
"المنوَّرة" ليجاور جدَّه، أو يؤوب إلى "بغداد" منشأ أسرته،
أعلن عن رؤية مناميَّة تفسيرها الوحيد الارتحال إلى طيبة "الأقصر"!
هل كانت الرُّؤية حقيقيَّة فعلًا، أم أنَّها مُدَّعاة
لتحقيق أهداف سياسيَّة تتعلَّق باستمرار الدَّعوة وإعادة تمهيد الأرض لعودة
الفاطميِّين؟
لا ضير من طرح أي أسئلة مُتشكِّكة طالما التَّاريخ الإنساني
يؤكِّد على رسوخ تبادليَّة التَّوافق، وتضافر الدِّين بالسِّياسة.
على كل حال كان "أبو الحجَّاج" رجلًا داهية،
كما تقول أساطير أتباعه المقدَّسة، حكايته مع أميرة "الأقصر"
الرومانيَّة! "تريزا" المسيحيَّة، مشهورة؛ فقد طلب منها رقعة بتخصيص
مساحة من الأرض لا تتجاوز "المتر في متر" كي يتعبَّد فيها، فمنحته
الرُّقعة النَّاصة على ذلك، فحوَّلها إلى قصاقيص من شرائط أحاط بها المدينة كلها،
فصارت مِلكه! تُستكمل الأسطورة بأنَّ "تريزا" لم يصبها القهر، بل أُعجبت
بدهائه، فأسلمت، وتزوَّجته!
دورة سيدي، العارف بالله، "أبو الحجَّاج" هي
ذروة الاحتفال بأيَّام مولده، تبدأ في ظهيرة الرَّابع عشر من "شعبان"،
حدث مشهود يحتشد له القاصي والدَّاني، يمتزج فيه القادمون من بلاد برَّة بالقادمين
من أنحاء "مصر"، الضَّجيج يصم الآذان في ساحة المسجد مترامية الأطراف،
المئذنة الفاطميَّة تتطاول على المسلَّة الفرعونيَّة، المسجد ربض في قلب المعبد،
بقعة من الأرض دُعي فيها الله بالفرعوني والرُّوماني والقبطي، والأذان عربي.
من
هنا كانت مراكب الشَّمس تحمل أجساد الفراعين إلى أرض الغرب من "النِّيل"،
حيث مستقر الأرواح والأجساد المحنَّطة، في دورة "أبو الحجَّاج" يتصدَّر
المركب الموكب الحاشد الطَّويل، محمولًا على أربع عجلات، مربوطًا به بضع عربات "كارو"
رباعيَّة العجلات، كلها محمَّلة بعشرات المئات من البشر، هذا القطار الاحتفالي
تجرُّه الحشود بواسطة حبل كتِّاني غليظ ليطوف كل المدينة دون تعب! عشرات أخرى من
عربات النَّقل الثَّقيل، والخفيف، يستعملها أصحاب المهن كمنصَّات لعرض طرائف ما
يمتهنونه، لكن أطرف عربة هي تلك التي يعتليها رجلان، أحدهما متنكِّر في ثياب امرأة
خليعة، يمارسان علنًا، في الموكب المقدَّس، حركات جنسيَّة فاحشة! كأنَّها لمحة
سريعة تحتفي بربِّ الجنس والخصوبة عند المصريِّين القدماء.
يتقدَّم
"الدُّورة" أحد أحفاد مولانا، في ثياب مسدلة ناصعة البياض، يعتلي فرسًا
مليحة، يليه صفَّان أو ثلاثة من منشدي بردة "البوصيري"، تجأر حناجرهم
بها، أصواتهم تجاهد لتحتل قدمًا لها في كل هذا الصَّخب الأسطوري. يليهم نافخو
النَّار، كأنَّ الموكب لوحة فلكلوريَّة رامزة ليوم القيامة، جنَّة وجحيم، مديح
وخلاعة، خليط الدُّنيا الفوَّارة. كل البيوت التي يمر بها الموكب تزغرد نساؤها في
البلكونات بينما ينثرن "الفول السُّوداني" و"الحلوى" و"النُّقود
المعدنيَّة" على الزَّخم البشري.
ثم.. غدًا!
صمت.
"الأقصر" هادئة تمامًا، كأنَّها ماتت
بالسَّكتة القلبيَّة!
لم تنته كرامات سيدي العارف بالله "أبو الحجَّاج"،
كما يحاول أن يشيع المغرضون العلمانيُّون، ففي واحدة كبيرة من هذه الكرامات أطاح
بنظام "حسني مبارك" كله!
إذ هيَّج القطب الربَّاني الجموع الأقصريَّة،
تلك التي ليس من طباعها الثَّورات، لتشارك في كل جمعات ثورة الخامس والعشرين من "يناير"،
وتُسقط النِّظام، لا لشيء غير أن تجري محاكمة هذا المحافظ، المدعو "سمير فرج"،
الذي جرؤ على جرِّ قلمه والتَّأشير به على قرار إلغاء مولد هذا الدَّاهية.
وحتَّى ذكرى المولد الماضية لا يزال الحصان السُّكري
الأحمر يمتطيه ضابط يرتدي الزِّي العسكري المعاصر!
إرسال تعليق