أنا لا يمكن أشرب حاجة في بيت واحد نُصراني.
النُّصراني مش بيستحمى بعد ما يجامع مراته لا مؤاخذه، دول ناس معفنين، ريحتهم وحشة.
النُصراني....وهلم جرّا.
أغلب انتقادات عوام
المسلمين للمسيحيِّين تصب في اتِّجاه النَّظافة الشَّخصية، لاعتقادهم بأنَّ من لا
يتوضَّأ، ولا يغتسل من الجنابة، فهو وسخ بالضَّرورة! بالتَّالي تغيب النَّظافة عن
طعامه وشرابه، مع أنَّ نفس هذا المسلم، الفقير بالخصوص، لا يرى غضاضة في أن يغمس
الذُّبابة، التي سقط طرف منها، كاملة في كوب عصيره، أو فنجان شايه، تنفيذًا لأمر
جاء في أحد الأحاديث الشَّريفة عن سيِّدنا "محمَّد"، صلَّى الله عليه وسلَّم، الذي أخبر فيه بأنَّ
الذُّبابة، أيّ ذبابة، تحمل المرض على جناح في ذات الوقت تحمل الشِّفاء على جناحها
الآخر، وحتَّى يتَّقي المسلم، الفقير بالخصوص، شرَّ جناح المرض، وشرَّ التَّخلُّص
من المشروب، يضطر لغمسها بالكامل في آنية شرابه، أو طعامه، قبل أن يلتقطها ليلقي
بها بعيدًا!
ولم يحرِّم الدِّين
على الغنيِّ إلقاء الإناء وذبابته في أقرب صندوق قمامة.
عادة لا يتناول المسلم
الغني، أو المتعلِّم، أو فاهم إسلامه، المسيحيَّ بكلام أو فعل يسيء له.
من يفعل ذلك المسلمون
الفقراء دنيا ودين!
المسلمون الفقراء يملؤون الأرض، يمكن تجييشهم لتحقيق معادلات سياسيَّة ما، في أزمنة ما، تحتاج لتمكين نظام حاكم ما، لذلك تحرص الحكومات المستبدَّة على بقاء جهل عامَّة المسلمين مضيئًا بالغباء، كما تحرص على بقاء النُّقطة الحرجة حرجة، أو في غاية الإحراج، فتحافظ على أبواق الخطاب الدِّيني القائم على المعاملة حسب التَّصنيف لتنطلق مُحنجرة "وقت العوزه"، تحضّ المسلمين على الخروج في غزوة "الصَّناديق" لمواجة إرادة النَّصارى في تغيير الهويَّة الإسلاميَّة لـ"مصر"! وتحضّ المسيحيِّين على الخروج في "30 يونيه" لمواجهة حكم "الإخوان" الذي إن استمر سيقلع حذورهم من "مصر"!
يخرج الملايين، من المغسولة أدمغتهم باسم الدِّين، يضيعون مستقبلهم لصالح شرزمة، متمثِّلة في النِّظام الحاكم، الذي يقودهم بسلاسة مثل راعٍ ماهرٍ يقود أغنامه إلى المرعى، يُطعمها لا لها، وإنَّما له، يمتص ألبانها، ينزع عنها أصوافها ليلبسها هو، يجزرها ليمصمص عظامها بعد "لهط" لحومها.لن نعرِّج على غباء عوام المسيحيِّين، لأنَّهم أصحاب ظروف خاصَّة، كما أنَّهم الضَّحية الأولى آخرًا، مؤكِّدا على أنَّه لا شك عندي في أنَّهم لو كانوا أغلبيَّة لما اختلفت تصرُّفاتهم أدنى اختلاف عن تصرُّفات عوام المسلمين، لأنَّ البيئة مسمومة بعقول عليها أقفالها، وأنظمة سياديَّة تحرص على إبقاء هذه الأقفال تعمل بكفاءة عالية، تحت إشراف رؤوس رجال الدِّين من النَّاحيتين.
كما لا أعتقد في أنَّ مشكلة المسلمين مع المسيحيِّين سببها أنَّ الأخيرين يعبدون إنسانًا على أنَّه الله، أو يقدِّسونه كابن لله، فقد أنهى الإسلام هذه المشكلة منذ ظهوره، عندما علَّم أتباعه أنَّ لهم دين ولغيرهم أديان، ولا إكراه في الدين، قد تبيَّن الرشد من الغي وانتهى الأمر.ثم إنَّ المسلمين السُّنة،
في بلادهم، لا يأبهون للأقلية الشِّيعية، والمسلمون الشِّيعة، في بلادهم، لا
يحترمون الأقليَّة السُّنية، مع أن الطائفتين تؤمنان بإله واحد، ونبي واحد، يصلُّون
صلاة واحدة، يحجُّون حجًا واحدًا، يصومون رمضانَ واحدًا، يذبحون أضحية واحدة، وسبب
الاضطهاد أتفه من أن يُريق كل هذه الدِّماء على مدى كل هذه القرون المنصرمة!
انقسم المسلمون تحت
بضع وسبعين راية ضلال، إلَّا واحدة كلُّهم يزعم إنَّه صاحبها، فلا يحترم غير
شعبته!
في الوقت الذي تنشأ علاقات
وطيدة من الحبِّ والمودَّة، درجة التَّزاور في المناسبات، وتبادل الهدايا المعبِّرة،
والمسارعة في خدمة الآخر، والوقوف معه وقت الأزمة، بين مسلمي "مصر"
ومسيحيِّيها، نحرص على إبقاء نعرة التَّفرقة لتتلقَّف أمور الشَّوارد الشَّاذة،
تنفخ فيها لتُصبح بالون كبيرًا يملأ السَّماء، تخاله جبلًا يطير وهو ليس أكثر من
"نيلون" حشوه الهواء! نعرة التَّفرقة تضرب على طبل الكراهية فتصدر أصواتًا
كرعد برق العواصف العواتي، أصواتًا مريعة والطَّبل أجوف!
يحرص السِّياسيون، في "مصر"، على وضع المسيحيِّين على محك الخوف بشكل دائم، فيتركون الحبل، في المناسبات السِّياسية، لهوام المسلمين كي يرتكبوا ضدهم جرائم إرهابيَّة، مثل حرق الكنائس، أو افتعال مشادَّة ينتج عنها قتل مسلم ما ليكون الحل الأمني تهجير المسيحيِّين إلى خارج بيوتهم وقراهم! في محاولة حكوميَّة لإعادة الأمور إلى نصابها، وحماية المسيحيين! لم لا وهي تضع على كل كنيسة بضع عساكر لحراستها من الأشرار المسلمين!
في حين أنَّ التَّفرقة "اللي على أصولها" بين المسلمين والمسيحيِّين في "مصر" عملية ممنهجة تمارسها حكومات الأنظمة الحاكمة بمعلمة "ما لهاش مثيل ولا زي"، حتَّى بين كبار النَّصابين و"الحراميَّة" الشُّطَّار.الأنظمة الحاكمة هي من يحرص على رسوخ مادَّة الدُّستور القائلة بإسلاميَّة الدَّولة، ما يعني فورًا أنَّ المسيحيِّين في "مصر" ضيوف، أو رعايا "درجة تانية" ليس لهم حق الرَّعايا المسلمين "أصحاب البلد". هي من يمنع المسيحيِّين من العمل في بعض الوظائف ذات الطَّابع السِّيادي. هي من يصر على بثِّ صورة للكنيسة تظهرها على أنَّها دولة داخل الدَّولة، ما يدفع إلى مزيد من كراهية المسلمين لها.
صبَّت تعليمات إحدى الوزارات المصريَّة في نفس الاتِّجاه عندما أصدرت قرارًا بمنع الكتب التي تتناول الاختلافات بين المسلمين والمسيحيِّين، أي اختلافات، وكأنَّها تسعى جاهدة إلى سدّ أي منفذ يمكن أن ينفث فيه الطَّرفان كبتيهما، أو إفساد نقطة اشتباك سلمي على الورق يمكن أن تؤدِّي إلى تفاهم ما بينهما، ليبقى الجدار العازل بينهما صلدًا وعاليًا، فلا يعرف أحدهما الآخر على حقيقته، كأتباع دينين يحضَّان على محبَّة الآخر وتراحمه، فيبقى الحال على ما هو عليه، مريحًا لنظام حاكم سيعلِّق فشله يومًا على اختلاف الأنطاع من المسلمين والمسيحيِّين! أو يحقِّق مبتغى ما بتأجيج هذا الاختلاف بينهما.
إرسال تعليق