U3F1ZWV6ZTM4MjQwMDIxNTE0NTAyX0ZyZWUyNDEyNTExMjIxODk0Ng==

إعدام مُنى البرنس


 

إعدام مُنى البرنس

 

شائعة مجنونة سرت في دهاليز الوسط الفني، قبل 25 سنة، تقول: أديبة مصرية، اسمها منى البرنس، مارست الجنس مع أديب صهيوني في أحد المؤتمرات الأدبية خارج الوطن.

ولأنها شائعة مجنونة يُمكن لأي مُغرض وَصم أي مثقفة شريفة حرة بها لأسباب ضغائنية (مش أكتر)، بالإضافة إلى كونها شائعة دهاليزية، لم أهتم، خاصة وأن الوسط الثقافي كله وُصِم بالتخاذل وقتها عن الانتصار للانتفاضة الفلسطينية، وأيقونتها محمد الدُّرة.

وتروح سنون، وتجيء سنون، واسم مُنى البرنس ممسوح من ذاكرتي، إلى أن فوجئت بظهورها، كلها على بعضها، قبل 5 سنوات، ترقص في مقطع فيديو، رقصا شرقيا ولا أحسن رقاصة كباريه. وخلونا نأصل لموضوع رقص المرأة، ونقول: يا إخواننا، لا يعيب المرأة رقصها،  بل يضيف إليها، فكلما رقصت أحسن كسبت أكثر، في الحلال، أو في الحرام. واليوتيوب مليان إناث يرقصن، من جميع الأعمار. من جميع المستويات. من جميع الجنسيات.

ما أثار الضجة، ووصَّل الأمر للقضاء، أن البرنس هانم دكتورة جامعية، ومن المعلوم من الاجتماع بالضرورة أن الدكتور الجامعي له هيبة من هيبة الدولة، ولسيارته لوحة معدنية مميزة، يعرفها رجال المرور من بعيد، فيسمحون له بالمرور دون غلاسة منهم، مثل عضو مجلس شعب، أو موظف كبير في السلك الدبلوماسي. الدكتورة (بَقى) لم تحترم هذه الهيبة، وضربت تقاليدها بعرض الحائط، وأطلقت العنان لـ(شيطانها) الإبداعي، في حالة يعرفها الأدباء والمبدعون، يدخلون فيها وليكن ما يكون.

الدكتورة رقصت، وفرجت العالم على رقصها!

(ليه؟)

ليس لنا حق السؤال، إنها حرية شخصية، ومُنى شخصية حرة؛ ورقصها لن يؤثر في غريزة الرجال، فيضيف إليها شبقا على شبق، أو يقرب لشهوتهم أفقا إلى أفق، لأن الإغراء هجر الدكتورة بيولوجيا، كبرت وبان عليها، ورقصها محاولة يائسة، في سن اليأس، لطمأنة الأنثى جُوَّاها، وإثبات للآخرين بَرَّاها إنها سكسي ومثيرة، (حتى شوفوا أهوه)؛ وهزت، وشافوا، وتكالبوا يعلقون، فنوع متفتح، بمايند أوبن فاتح على الآخر، متسامح مع الطبيعة، يتمتع بسلام نفسي وحب للجمال، علَّق لها مُعجبا، ونوع منغلق، بمايند كلوز ضبَّة ومفتاح، متزمت، كاره نفسه والعالم، عامل فيها حامي حمى الأخلاق، علَّق لها المشانق.

وكان القضاء المصري، للأسف الشديد، من النوع الثاني، مع إنه ليس قضاءً سلفيا ولا إخوانيا ولا وهابيا ولا (رُزًّا بالشَّعريًّا)، بل هو قضاء مصر الوطني الشامخ: رفتها من الشغل!

منى البرنس مبدعة ومتحررة ومناضلة، وتعرف كيف تؤكل الكتف؛ نظرت حولها، في الوسط الثقافي ونخبته المُمَليَنَة والمُمَليَردَرة، فرأت أن المتسامحين مع القضية الصهيونية، المتفهمين للحق الصهيوني في فلسطين، بالإضافة إلى أنه ربما كان لها مفهوم خاص مستخلص من تجربة سكسية سابقة، فلم يثبت إن كان ما قيل قديما حقيقة أم شائعة، لكن المؤكد أن منى البرنس انبطحت حديثا للسفير الصهيوني في مصر، وأكدت ذلك بنفسها، وحطّت صورة لهما سويا على حسابها الفيسبوكي، وحتى لم تخجل أن تعترف بأنها طلبت من (المدعوق) الصهيوني نشر صورتهما سويا على صفحتها، وحصلت على موافقته الكريمة.

وطبيعي من امرأة تغرم بالصهيوني أن تحب الشيطان أيضا، وتدافع عنه، وتتهم الله، جل وعلا، بظلم هذا المخلوق الجميل الكيوت!

بعد خمس سنين مدولات داخل أروقة القضاء حكمت المحكمة، قبل يومين، بحكم نهائي: رفت منى البرنس؛ والسبب: رقصها علانية وهي الدكتورة الجامعية، بالإضافة إلى معتقدها تجاه الشيطان، بما يخالف العقائد والأديان. وأنا من قضائنا زعلان، مقموص وغضبان، فالرقص طبيعة أنثوية، والست مُنى، مهما كانت دكتورة جامعية، سِت (في الآخر)، غلبها هوى الرقص، وممكن مناقشة هذا الموضوع الفطري، واتخاذ إجراءات تأديبية تحفظ التقليد الجامعي، وتحفظ مستقبل الدكتورة. وأما عقيدتها تجاه الشيطان، فحرية معتقد وفكر، ولا ضير، خصوصا في زمن أمكن للشياطين إنشاء صفحات وجروبات عامرة بالأتباع والأتباعات، والمريدين والمريدات، (فما جاتش على مُنى يعني)!

ما كان يجب أن يكون سببا واضحا لرفت منى البرنس هو موقفها المؤيد للصهاينة الأعداء، ومحبتها لهم، وحرصها على إعلان تلك المحبة بمنتهى الجرأة والوقاحة، ما يخالف أعراف هذا الوطن وشعبه؛ فالعُرف الراسخ لدى الشعب المصري، (وكان كذلك لدى مثقفيه حتى وقت قريب) أن الصهاينة أعداءٌ إلى أبد الآبدين، وأعداء من أقدم الأقدمين، احتلوا أرضنا، سفكوا دماءنا، قتلوا المئات من أجدادنا وأعمامنا وأخوالنا بأخس ما تكون عليه طرق القتل، جرائم حرب، وألقوا بجثامينهم الطاهرة في مقابر جماعية.

قائمة إجرام الصهاينة في حق مصر والعرب أطول من أن تُذكر هنا بالتفصيل، ولو أن دما مصريا جرى في عروق منى البرنس ـ أو في عروق غيرها من طائفة الأدباء والأديبات المتصهينين الجدد ـ لما طاقت النظر إلى صهيوني، ولا صافحته، ولا التقطت صورا معه، ولا انبطحت له بملابسها بحسب الحقائق الحديثة، أو عريانة بحسب الشائعات القديمة.

جريمة منى البرنس ليست الكفر، ولا الرقص على سطح بيتها أو في يوتيوب، جريمتها الرقص للصهاينة.

والرقص مع الصهاينة خيانة لمصر والمصريين.

وعقوبة خيانة مصر والمصريين معروفة، مكتوبة فوق في العنوان.

   

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة