U3F1ZWV6ZTM4MjQwMDIxNTE0NTAyX0ZyZWUyNDEyNTExMjIxODk0Ng==

قصة أحزن من الحزن


 


بينما شعب المسيح يصلي في الكنيسة، تسلل شبح خلسه، اتجه إلى دورات المياه، وضع قنبلة، وانسل عائدا.

لم تنفجر القنبلة فورا، لم تنفجر بعد ساعة، لم تنفجر بعد شهر! ولا بعد سنة!!

انفجرت بعد 4 سنوات كاملة. 

القنبلة إنسانية النوع، طائفية الطراز، اسمها الطفل شنودة.

كانت الصلوات قد انتهت عندما وجد أحد خدم الكنيسة لفافة مقموطة على رضيع مولود حديثا. خادم الكنيسة يعرف ما الذي سيحدث لو أجرى الأمر رسميا، سيتم تحويل اللقيط إلى العقيدة الإسلامية، فتصرف بما يمليه عليه دينه، خصوصا وأن من تركه في الكنيسة لا بد وأن يكون مسيحيا، وغير ذلك مستحيل. وعليه عمل القس ما يليق بمروءته كراع لكنيسة المسيح.

جميعنا يعرف أن الإيمان الديني أقوى من أي قانون وضعي، فالإيمان، لا غيره، ما سنحاسب عليه يوم الدينونة.

القس يعرف أسرة من شعب المسيح ترغب في تبني طفل، شعر أن هذا الطفل هدية الرب يسوع المسيح إليها. استدعاها. سلم الولد لأبويه الجديدين. سمياه شنودة. واختلفت حياتهما.. قبل شنودة شيء، وبعد شنودة، ووأوآته، وضحكاته، ومداعباته، والونس الذي انتشر في بيت لشد ما كان بائسا، شيء آخر.

كبر شنودة، صار طفلا واعيا، أسمع مربيه كلمة بابا، وأسمع مربيته كلمة ماما. "بابا" أو "ماما" أحلى كلمة حب تتردد بين طبقات كون الله، عز وجل، وأقوى إدمان يعتقل الإنسان.. بابا.. ماما.. بابا.. ماما.. بابا.. ماما..

يعيش الأبوان على اقتيات هاتين الكلمتين.

لا شيء في الأفق يقول شنودة ليس ابنهما، فأجريا ما يلزم لتبنيه رسميا، بالوثائق، والوثائق مزورة، أو ليست مزورة، لكن مدفوع فيها ما يلزم لأن تكون صحيحة، مركبة على قصة غير صحيحة. هذه ليست قصتنا، قصتنا ليست قصة قانون، بل قصة دين وإنسانية.

الورثة، الذين قد يموتوا أولا، فلا يرثون شيئا، لم يفكروا في "أبوة" قريبهم، ولا في "أمومة" قريبتهم ولا في "مصير" طفل بريء، يعرفون أنه سيتم أسلمته لو سُلم للحكومة؛ لم يكن الورثة من شعب الكنيسة على الحقيقة، كانوا أحفاد يهوذا الأسخريوطي، خونة دين، وخائن الدين يفتقد الإنسانية، ويفتقد الدين. 

بلغوا الشرطة.

انفجرت القنبلة التي دُسَّت بليل في دورة مياه الكنيسة، قبل أربع سنوات!

تم نزع شنودة من أسرته، ليودع في جمعية للأيتام، وصار على دين الإسلام، وبقى اسمه يوسف!

ومهما تغيرت الأسماء، فالطفل نفسه لا يعرف اسما له غير شنودة.

فقد شنودة الشمس والقمر، وفقد الشمس والقمر نوريهما.

وإذا قبل فقهاء ومشايخ الإسلام هذه القسوة القاهرة، فإن الإسلام نفسه يرفضها، ولا يقبلها.. لعن رسول الله، صلى الله عليه وسلم من يفرق بين الأم وابنها، ودعا عليه بالتفرقة بينه وبين أحبابه يوم القيامة.

شنودة مسيحي، لأنه وجد في كنيسة.. وإذا كانت مُرضع الطفل رضعة مشبعة تصير أمه، فإن تربية أربع سنوات، رضاعة بالبابرونة، وتنشئة، ورعاية، وحنية، وإشفاق، وسهر، كافية لأن تجعل هذه السيدة أما حقيقية، وتجعل شنودة ابنا حقيقيا.

وفي إسلامنا الابن للفراش وللعاهر الحجر، فإذا فقهنا ذلك فاللقيط لمكانه، ولا اعتبار لغير ذلك.

 

حل المشكلة بسيط، لو توافر الدين الحق، أي: لو توافرت الإنسانية.

تستعيد الأسرة شنودة. شنودة سيكبر، وقصته أشهر من أن تخفى عنه مستقبلا، سيكون لديه عقل وقلب، فإذا رأى المسيحية دينه المفضل استمر، وإذا رأى الإسلام دينه المفضل استعاده.

وتوتة توتة خلصت الحدوتة.

خلصانة بشياكة.

تعليقات
7 تعليقات
إرسال تعليق
  1. جميل ❤️

    ردحذف
  2. لقد احييت فينا الرغبة في القراءة من جديد. حفظك الله كاتبنا القدير.

    ردحذف
  3. مبدع كالعادة

    ردحذف
  4. الاسلام فعلا وشرعا دين اي لقيط ، بل هو دين اي مولود بنص الحديث ( حتي لو أمه أو أبوه يهودي أو مسيحي أو بوذي) : ما من مولود إلا يولد علي الفطرة فأبواه ينصرانه أو يهودانه أو يمجسانه
    نحن يحكمنا شرع قبل قانون
    فمثلا لو حدثت حادثة لأسرة مسيحيه ومات الاب والام وبقي اطفال وليس لهم أقارب ، لا يردون الي الكنيسة ولكن يردون إلى اصلهم الذي خلقهم الله عليه !
    بالإضافة أنه إذا تم وضع قانون (يوافق الشرع) فلماذا نثير هوجة بدون لأزمة ،لماذا لا يلتزم الآخر بالقانون ،

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة